خاطرة الأسبوع

خاطرة الأسبوع


احلم بما يرضي خيالك..و تمنى ما يرضي طموحك..و قكر فيما يرضي عقلك..و أحب ما يرضي قلبك..و لكن لا تفعل إلا ما يرضي ربك

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

ياشعب انت اللي كارم كل من حكمك



يا شعب انت اللي كارم كل من حكمك...الدولة دي عارفة تحكم بس من كرمك....كشر لها وهي حتجيلك تبوس قدمك....مافيش حاجة اسمها مليون راجل اتغصبوا

هذه الكلمات الغالية ألقاها تميم البرغوثي في رائعته يا شعب مصر و من الممكن أنها قد تكون مرت علينا مر الكرام من جمال القصيدة من حولها و لكنها في غاية الأهمية.

وذلك لأننا حتى و بعد الثورة التي اندلعت للإسقاط المستبد فمازلنا نبحث عن مستبد جديد،لازلنا نبحث عن من يحكمنا ونريد الحاكم، نؤيد هذا و نعارض هذا ونختلف مع من يؤيد من نعارضه و نخون من يعارض من نؤيده و هذا كله لأن آثار العبودية مازالت بنا. مازلنا لا نستطيع الخروج من معنى أننا شعب محكوم إلى أننا هو الحاكم.

في العصور الوسطى كان أمير البلاد سواء كان (أمير المؤمنين، كسرى،قيصر،امبراطور اليابان) أيا كان. كان بيده كل شيء يأمر و ينهي بل ويورث حكمه و لم يكن هذا يعيب أيا منهم لأن هذه كانت ثقافة عصر. ففي الوقت الذي ورث فيه عبدالملك بن مروان الخلافة لابنه الوليد لم يكن يتم اختيار كسرى الفرس أو هرقل روما عن طريق الاقتراع السري الحر المباشر ولكن هذه كانت ثقافة العصر في هذا الوقت و كان من يحكم بيده كل شيء ولكن في عصرنا الحالي لم يعد هذا موجودا و لم يستبدل بما هو أسوأ بل استبدل بالأفضل و عاد حكم البلاد للشعب بشكل كامل و إذا أخذت كلامي باستخفاف أو استهزاء و سألت كيف تقول على ان رئيس البلاد ليس بحاكم؟ فدعني أوضح لك قليلا عن طريق تعريفين أرى أنهما فيهما الحل

الحاكم:هو من يحكم البلاد حكما مطلقا حيث لا يوجد من يردعه سوى ضميره .

الرئيس:هو شخص يفوضه الشعب لإدارة أمور البلاد عن طريق الصلاحيات المخولة له في الدستور الذي لا يصدر إلا بموافقة الشعب نفسه.

إذا فالحاكم هنا هو الشعب و يفوض من ينوب عنه في ادارة شؤونه و هو الرئيس. 
إذا اتفقنا على هذا المبدأ فدعونا لانتنازع أبدا حول مرشحين للرئاسة. فمن المفترض أن من يكسب هذا المنصب لا يستطيع تغيير شيء جذري في البلاد إلا بموافقة الشعب و لا يستطيع تشريع قانون جديد أو نظام جديد إلا بموافقة مجلس منتخب من الشعب فالشعب هنا هو الحاكم هو المفكر هو المخطط و كل المرشحين ليسوا إلا صور تنفيذ و كفاءات إدارية تتعب و تحترق كي يعيش الباقون في نعيم.

إذا فإذا ابتلي أبو اسماعيل بالرئاسة فلن يقلب بلدنا إلى جمهورية مصر السعودية لأن الشعب سيأبى

و إذا ابتلي البرادعي بالرئاسة فلن يحول بلادنا إلى الولايات المصرية المتحدة لأن الشعب سيأبى

و إذا اكتسح الإخوان مجلس الشعب فلن يحولوا بلادنا إلى جمهورية حماس المصرية لأن الشعب سيأبى

و إذا اكتسح الليبراليون مجلس الشعب فلن يحولوا بلادنا إلى جمهورية مصر الفرنسية لأن الشعب سيأبى

فليعلم كل من يترشح إلى أي منصب في بلادنا أنه لايرشح نفسه لينفذ فكره في إدارة البلاد و إنما يترشح لينفذ مايريده و مايطلبه الشارع المصري و هنا يكمن مربط الفرس

الشعب نزل إلى الشارع لما وجد الرئيس تحول إلى حاكم فأسقطه و قال مايطلب و ما يريد فمن سينفذ مطالبه دون تعديل او تحريف أو نقص أو إضافة هو من سينجح.

و هنا رسالتي لكل التجمعات السياسية.كل فصيل سياسي في مصر عبارة عن أقلية إذا نفذ فكره سيثور الشعب عليه مرة أخرى فمن يريد تنفيذ فكر فصيل معين فليجنب نفسه و يجنب بلاده ثورة أخرى إذا كان فعلا يحبها.أما إذا نظرنا إلى المشترك بيننا فهو كثير و من سيتبناه و يفعله بغض النظر عن توجهه الشخصي فهو الناجح المطلوب و كل مصري يعلم في قرارة نفسه ما هو الشكل الأصلي و الطبيعي لمصر و أي شخص يدعو لمصر غير مصر الذي نعرفها فستكون نهايته مأساوية بإذن الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق